|
هكذا تحتفلان (العربي الجديد) |
توضح لـ"العربي الجديد" أنّهن يحاولن على سبيل المثال توفير شجرة عيد الميلاد لهذه العائلات، مشيرة إلى أنّ هناك عائلات مقتدرة تستبدل أشجار الميلاد لديها بأشجار جديدة، فيأخذن الأشجار القديمة ويجمعنها في بيوتهن الخاصة من أجل إعادة توزيعها على العائلات الفقيرة، بعد إجراء الترميم والتزيين لتبدو جديدة. وتشير هلسة إلى أنّ هناك العديد من العائلات والأشخاص الذين يحبون عمل الخير، ويحاولون إدخال بهجة العيد على بيوت الجميع، فيشترون أشجار عيد الميلاد جديدة من أجل إهدائها عن طريق المبادرة إلى هذه العائلات. وتوضح أنّه عند توزيع شجرة الميلاد على العائلات، يحاولن التعرف على احتياجات الأطفال، وسؤالهم عن أمنياتهم من بابا نويل، مشيرة إلى أنّ كلّ طفل يطلب ما يحتاج إليه كملابس للعيد، أو لُعب، فيحاولن توفير طلبات الأطفال كافة وتوزيعها عليهم. وتلفت إلى أنّ المبادرة تتواصل أيضاً مع بعض المطاعم، وتدفع ثمن وجبات للعائلات في عيد الميلاد، عن طريق الكوبونات، بالإضافة إلى تحضير أنواع مختلفة من الشوكولاتة والحلويات لهم.
من جهته، يقول الأب عماد الطوال، راعي كنيسة اللاتين، لـ"العربي الجديد": "للأسف، بتنا اليوم في مجتمع استهلاكي، وهذا الشهر هو شهر الإنفاق العالمي، كما هو شهر رمضان لدى المسلمين، مع أنّ العيد هو عيد روحي أولاً، وإنساني ثانياً، ووطني ثالثاً، وهذه الأبعاد الثلاثة هي لعيد الميلاد". يوضح الطوال: "كوننا نحتاج من فترة لفترة إلى تجديد علاقتنا مع ربنا، وفي عيد الميلاد ترمز الشجرة، واللون الأخضر، إلى الأمل والرجاء، فيما ترتبط المغارة بالقديس فرنسيس الأسيزي الذي حارب العقلية الإقطاعية في القرن الثاني عشر". يشير إلى أنّ المسيح ولد في مغارة في بيت لحم وسط الناس البسطاء والحيوانات، وأحبّ المؤمنون بعده التفكير بالفقراء والبساطة، ولذلك كانت المغارة. أما بابا نويل فيرتبط بالقديس نيكولا، عندما رأى أطفالاً فقراء لا اهتمام بهم تخفّى بهذه الملابس ووزع الهدايا والطعام واللباس عليهم تزامناً مع العيد، من دون أن تعرف العائلات من هو الفاعل، وكان هدفه زرع الفرح.
|
فرح (العربي الجديد) |
يقول الطوال: "نحن دورنا ككنيسة مخالفة للتفكير التجاري والاستهلاكي، ننقل الجانب الروحي وعلاقتنا مع ربنا إلى بعد إنساني، وهذا يعني غرس الفرح في قلوب الآخرين"، موضحاً أنّه قبل عيد الميلاد تجهز شجرة "يطلق عليها اسم شجرة الخير، تزيّن بأوراق يكتب عليها أنواع من المواد التموينية، كالأرزّ، والسكر، والزيت وغيرها. ويتولى الأطفال المسؤولون عنها (وهم من عمر 13 إلى 15 سنة ممن يطلق عليها اسم عناقيد المحبة) اختيار الأوراق، والتبرع بما هو مكتوب فيها بالتعاون مع أهاليهم". يتابع أنه "بعد جمع الهدايا والتبرعات أمام الشجرة، وقبل عيد الميلاد، يجري توزيع المواد التموينية والهدايا على الناس المحتاجين، مشيراً إلى أنّ التوزيع يصل إلى نحو 300 عائلة مستورة، وذلك بالشراكة والتعاون مع مختلف الكنائس، الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس". ويوضح الكاهن أنه "يجري إحصاء الأطفال لدى العائلات المستورة لتوفير الملابس والهدايا لهم، بالتنسيق ما بين الكنائس، إذ توضع إعلانات على موقع الرعية، كالحاجة إلى ملابس، لـ25 فتاة من العمر 5 إلى 7 سنوات، أو 30 هدية لأطفال ذكور بين 4 و5 سنوات، وغيرها". يؤكد أنّ "المجتمع طيب، فالناس كما يفرحون يريدون زرع الفرح لدى العائلات الأخرى وأطفالها"، مشيراً إلى أنّ هناك مجموعة من الشبيبة توصل هذه الهدايا إلى العائلات المستهدفة قبل ليلة العيد.
https://www.youtube.com/embed/iM6fQx_fG6Q" frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen=" |
تجدر الإشارة إلى أنّ المسيحيين في الأردن حاضرون في مختلف المحافظات، ويتمركزون خصوصاً في مدن مادبا وعجلون والسلط والفحيص والكرك وإربد والزرقاء والعاصمة عمّان، وهم ممثلون في البرلمان بتسعة مقاعد من أصل 130، كذلك هم ممثلون في الحكومة ومختلف أجهزة الدولة.