شرح قصيدة من تجارب الحياة للشاعر حبيب بن اوس بن الحارث الطائي
شرح قصيدة من تجارب الحياة للشاعر حبيب بن اوس بن الحارث الطائي
1- إذا جاريت في خلق دنيئًا فأنت ومن تجاريد ســواءُ
في البيت الأول من خلال هذه القصيدة يتحدث أبي تمام وينصح بعدم الاختلاط برفاق السوء. فعندما تخالص الذين يتصفون بالأخلاق السيئة فحتمًا ستصبح منهم .
وقد صدق أبي تمام في هذا البيت حيث أنه أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن : المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل .
فإن قمت باتخاذ أصدقاء السوء أصدقاءً لك، ستجد نفسك في يوم من الأيام تأخذ من طبائعهم، وتتحلى بنفس السلوك والأخلاق التي يتحلون بها .
2- رأيتُ الحر يجتنبُ المخازي ويجميه من الغدر الوفـــاءُ
ثم بعد ذلك تطرق أبي تمام إلى الحديث عن الإنسان الحر، وأخبرنا أنه هو الإنسان الذي يبتعد بعدًا تامًا عن الأشياء المُخزية .
وهذا نظرًا لاتصافه بصفة الحياء، فحياءه وخجله حتمًا يحميانه من الأفعال السيئة التي قد يقوم بها في يوم من الأيام.
فلو ذهب الإنسان ذو الأخلاق الطيبة إلى السرقة على سبيل المثال، ومعروف أن السرقة من الأفعال المُشينة، فأخلاقه ستمنعه بالتأكيد .
3- وما من شدةٍ إلا سيأتي لهــا من بعد شدتها رخاءُ
كما أن أبي تمام حاول التخفيف من وطأة الآلام والأحزان التي قد تصيب الإنسان وكذلك الشدائد المختلفة ونكبات الدهر .
وقال: أن الشدة التي تصيب الإنسان سيعقبها على الفور الرخاء والنعيم والانفراج .
فالعسر لا يستمر كثيرًا، ولكن العسر يأتي دائمًا معه اليسر كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم .
4- لــقد جربت هـــذا الدهر حتى أفادتني التجارب والعناءُ
مؤكدًا أنه خاض العديد من التجارب في هذه الحياة، وقد تعلم منها الكثير، وقد تعب كثيرًا وعانى أكثر، ولذلك هو يحكي تجربته .
5- إذا مــا رأس أهل البيت ولّــى بــدا لهم من الناس الجفاءُ
يرى أبو تمام من خلال تجربته في الحياة :
أنّ الكثير من الناس قد تحترمك لمكانتك أو مكانة أبيك، فما أن تزول هذه المكانة - التي ربما تكون منصبا أو مالًا . سيزول هذا الاحترام بل وسيواجهك هؤلاء الأشخاص بالكره والجفاء .فكلمة رأس أهل البيت هنا كناية عن المنصب أو المكانة/ وقد تؤدي المعنى الظاهر وهو الأب ربُّ الأسرة .
6- يعيــش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاءُ
معنى العود واللحاء وما المراد بهما في البيت .العود : الغصن من الشجر .اللحاء : قشر الشجر .والمراد من ذلك : أن الإنسان كغصن الشجر ، وأن الحياء يغطيه كقشر الشجر ، فإذا سقط قشر الشجر ، يبس الغصن وأصبح لا قيمة له ،وكذلك الإنسان إذا ذهب حياؤه ، أصبح بلا فائدة ، بل قد يكون في منزلة ( الحيوان ) الذي يفعل ما يشاء وقتما يشاء بلا خجل ولا حياء .
7- فلا والله ما في العيش خير ولا الدنــــيا إذا ذهب الحــــياءُ
أن الحياء سر كل فضيلة، فإذا نزع الحياء من الدنيا، فلا خير فيها...
8- إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تســــــتحي فاصنع ماتشــاءُ
يقسم على انتفاء الخير من الدنيا ومن المعيشة كلها ؛ إذا انتفى الحياء من الناس .....
فالحياء هو زينة الإنسان، ويعصمه من الوقوع في الأخطاء مهما كانت تلك الأخطاء بسيطة أو كبيرة
فالحياة بكامل نعيمها لا تساوي شيئًا إذا قل الحياء فيها، ومن اتصف بهذه الصفة الحميدة، فستكون حياته بالكامل هنيئة .
فكانت تلك أهم الخصال والنصائح التي تحدث عنها أبي تمام في أبياته الشعرية .
