شرح قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة مادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الثاني 2019
شرح ابيات من قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة الصف التاسع الفصل الدراسي الثاني 2019
شرح ابيات من قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة صف تاسع فصل ثاني 2019
شرح ابيات من قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة مادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الثاني 2019
مناسبة القصيدة :
قصيدة قالها أبو الطيب وقد مر سيف الدولة في هذه الغزاة بسمندو وعبر آلس وهو نهر عظيم، ونزل على صارخة فأحرق ربَضها وكنائسها وربض خرشنة وما حولها ، وأكثر القتل وأقام بمكانه أياما. ثم رحل حتى عبر آلس راجعا . فلما أمسى نزل السواد وأكثر الجيش ، وسرى حتى جاز خرشنة وانتهى إلى بطن لقان في غد ظهراً فلقي الدمستق به. وكان الدمستق في ألوف من الخيل ، فلما نظر إلى أوائل خيل المسلمين ظنها سريّة فثبت لها وقاتل أول الناس حتى هزمهم . وأشرف عليه سيف الدولة فانهزم ، فقتل من فرسانه خلق وأسر من بطارقته وزرازرته ووجوه رجاله نيف على ثمانين ، وأفلت الدمستق. وعاد سيف الدولة إلى عسكره وسواده وقفل غانما . فلما وصل إلى عقبة تعرف بمقطعة الأثفار صافّه العدو على رأسها . وأخذ ساقة الناس يحميهم . فلما انحدر بعد عبور الناس ركبه العدو فخرج من الفرسان جماعة فنزل سيف الدولة على بردى وهي نهر عظيم ، وضبط العدو عقبة السير ، وهي عقبة طويلة فلم يقدر على صعودها لضيقها وكثرة العدو بها ، فعدل متياسراً في طريق وصفه له بعض الأدلة. وأخذ ساقة الناس يحميهم ، فكانت الإبل كثيرة معيية. وجاءه العدو أخر النهار من خلفه وقاتله إلى العشاء ، وأظلم الليل وتسلل أصحاب سيف الدولة يطلبون سوادهم ، فلما خف عنه أصحابه سار حتى لحق بالسواد
تحت عقبة قريبة من بحر الحدث ، فوقف وقد أخذ العدو الجبلين من الجانبين وجعل سيف الدولة يستنفر الناس فلا ينفر أحد. ومن نجا من العقبة نهاراً لم يرجع. ومن بقي تحتها لم تكن فيه نصرة. وتخاذل الناس وكانوا قد ملوا السفر . فأمر سيف الدولة بقتل البطارقة والزراورة وكل من كان في السلاسل ، وكان فيها مئات. وانصرف سيف الدولة. واجتاز أبو الطيب بجماعة من المسلمين بعضهم نيام بين القتلى من التعب ، وبعضهم يحركونهم فيجهزون على من تحرك منهم ، فلذلك قال يصف الحال بعد القفول في جماد الآخر سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة .
شرح القصيدة :
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع *** إن قاتلوا جبنوا أو حدثوا شجعوا
قال الواحدي : إنما قال هذا ولم يقل هؤلاء، لأنه ذهب إلى لفظ الناس لا إلى معناه. يقول لا أنخدع بالناس فأعتقد فيهم الجميل لأنهم يجبنون عند القتال ويشجعون عند الحديث إنما شجاعتهم بالقول لا بالفعل فلا أغتر بقولهم .
وما الحياة ونفسي بعد ما علمت *** أن الحياة كما لا تشتهي طبع
يقول: ما لنفسي وطلب الحياة ، وكيف ترغب نفسي في حياة هي عار عليها ، وغير موافقة! وقد علمت نفسي أن الحياة كانت تنغص بما لا تشتهيه: مرة فقر، ومرة تعب ، فهي طبع وعار .
أأطرح المجد عن كتفي وأطلبه *** وأترك الغيث في غمدي وأنتجع
شرح الواحدي : قال الواحدي: عنى بالمجد والغيث السيف لأن كليهما يدرك به . والمعنى أن الشرف وسعة العيش إنما يدركان بالسيف فلا أترك سيفي وأطلبهما بشيء آخر .
والمشرفية لا ا زلت مشرفة *** دواء كل كريم أو هي الوجع
شرح الواحدي : قال الواحدي: يقول السيف دواء الكريم أو داؤه لأنه إما أن يُملّك به أو يقتل فيهلك وقوله لا زالت مشرّفة من روى مشرفة بفتح الراء فهو دعاء للسيف ، ومن روى بكسر الراء فمعناه لا كانت داءً بل كانت دواءً .
بالجيش تمتنع السادات كلهم *** والجيش بابن أبي الهيجاء يمتنع
شرح الواحدي : قال الواحدي: يقول عزُّ الملوك وامتناعهم عن عدوهم بجيوشهم لأنهم بهم يقوون وعزّ جيشك بك لأنهم لا يمتنعون عن عدوهم إذا لم تكن فيهم .
تغدو المنايا فلا تنفك واقفة *** حتى يقول لها عودي فتندفع
شرح الواحدي : قال الواحدي: زعم أن المنايا تنتظر أن يأمرها فهي واقفة منتظرة أمره بالعود إليهم فتعود فيهم وهذا من قول بكر بن النطاح ، كأن المنايا ليس يجرين في الوغا ، إذا التقت الأبطال إلا برأيكا
قل للدمستق إن المسلمين لكم *** خانوا الأمير فجازاهم بما صنعوا
قال الواحدي : يقول هؤلاء الذين تركهم سيف الدولة وأسلمهم هم لكم فاصنعوا بهم ما شئتم خانوا الأمير بالانصراف عنه ، أي فجازاهم بأن أسلمهم لكم ثم ذكر ما صنعوا فقال .
وجدتموهم نياما في دمائكم *** كأن قتلاكم إياهم فجعوا
شرح الواحدي : قال الواحدي : في دمائكم أي في دماء قتلاكم، وذلك أنهم تخلّلوا القتلى فتلطخوا بدمائهم وألقوا أنفسهم بينهم تشبها بهم خوفا من الروم. يقول كأنهم كانوا مفجوعين بقتلاكم فهم فيما بينهم يتوجعون لهم .
لا تحسبوا من أسرتم كان ذا رمق *** فليس يأكل إلا الميت الضبع
شرح أبي العلاء : قال المعري: يقول : لا تظنوا أن من أسرتم كان حيا، بل لم تأسروا إلا كل ميت لم يبق فيه رمق ، لأنكم كالضبع ، والضبع لا يأكل إلا الميت فلو كانوا أحياء لما أمكنكم أسرهم .
من كان فوق محل الشمس موضعه *** فليس يرفعه شيء ولا يضع
قال الواحدي : أي من بلغ النهاية في الرفعة ، لم يكن وراء النهاية محل يرفع إليه فلا يرتفع بنصرة أحد ولا يتضع بخذلان أحد .
ليت الملوك على الأقدار معطية *** فلم يكن لدنيء عندها طمع
قال الواحدي : يقول ليتهم يعطون الشعراء على أقدارهم في الاستحقاق بفضلهم وعلمهم وكان لا يطمع في عطائهم خسيس. فهذا تعريض بأنه يسوى مع غيره ممن لم يبلغ درجته في الفضل والعلم
الدهر معتذر والسيف منتظر *** وأرضهم لك مصطاف ومرتبع
قال الواحدي: الدهر معتذر إليك مما فعل ، يعني من ظفر الروم بأصحابه والسيف ينتظر كرتك عليهم فيشفيك منهم وأرضهم لك منزل صيفاً وربيعا والمصطاف والمصيف المنزل في الصيف و المرتبع المربع .
فقد يظن شجاعا من به خرق *** وقد يظن جبانا من به زمع
شرح أبي العلاء : قال المعري: الخرق : الطيش . والزمع: الروية والعزم ، وقيل: هو الثبات ، وقيل: رعدة تصيب الرجل عند الغضب . يقول : لم أمدحك إلا بعد التجربة فقد يحسب الأخرق المتهور في الحروب من غير تدبر شجاعا ، ويحسب الشجاع إذا قدم بالتدبير والعزم والثبات على الحروب جبانا أو إذا رؤى زِمَعُه وارتعاده من الغضب يظن أنه جبان .
إن السلاح جميع الناس تحمله *** وليس كل ذوات المخلب السبع
قال المعري: كل ذوات المخلب السبع : مبتدأ وخبر . في موضع نصب بخبر ليس ،
والاسم: مضمر وهو ضمير الأمر والشأن. وقيل: إن ليس هاهنا بمنزلة ( ما ) في لغة بني تميم لا ينصب خبرها . يقول : ليس كل من يحمل السلاح شجاعا ، كما أن ليس كل ذي مخلب أسد ، فقد يحمل الجبان السلاح كما يحمله الشجاع ، وقد يكون لغير الأسد مخلب ، كالكلب والذئب والضبع ، كما يكون للأسد .
ملف وورد قابل للتعديل شرح قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة مادة اللغة العربية للصف التاسع الفصل الثاني 2019