جريفيث في صنعاء لاستطلاع موقف الحوثيين من المفاوضات

يزور مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث، العاصمة اليمنية صنعاء، الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الأزمة الإنسانية في البلاد. ووصل جريفيث، أمس، إلى صنعاء في سياق جولته لإحياء مسار الحل السياسي للأزمة وإيقاف الحرب المندلعة في اليمن منذ ثلاث سنوات، وبعد تحركات دولية لافتة تسعى لإيقاف الحرب وإنهاء الأزمة الإنسانية التي تصفها المنظمات الأممية بأكبر أزمة إنسانية في العالم، ووسط آمال لدى اليمنيين بإيقاف الحرب. وحسب ما نقلته وكالة الأنباء، التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء عن جريفيث «الهدف من زيارتي هو الاستماع لوجهات النظر من كافة المحاورين الذين سوف ألتقي بهم والسماع إلى أولويات الناس»، غير أنه ليس من المعروف الشخصيات التي سيقابلها في صنعاء، بعد أن سيطرت جماعة الحوثي على المشهد برمته، إثر قتلها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وعدداً من قيادة حزبه «المؤتمر الشعبي العام»، ديسمبر الماضي، وإقصاء الحزب نفسه، بعد أن كان يشكل مع قيادة الجماعة وفد التفاوض، الذي خاض جولات سابقة من الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة. وكانت جماعة الحوثي قد رحبت بتعيين جريفيث مبعوثاً للأمم المتحدة في اليمن، خلفاً لولد الشيخ، غير أنها لم تبد أي مواقف أكيدة لإنعاش مسار الحل السياسي للأزمة في البلاد، بل استمرت في تصعيد تحركاتها العسكرية واعتداءاتها على الأراضي السعودية. ولم يعلن المبعوث الأممي الجديد أي تصورات جديدة لحل الأزمة في اليمن، غير أنه أشار إلى الاستفادة مما توصل إليه سلفه ولد الشيخ خلال جولات المفاوضات السابقة وآخرها في الكويت العام 2016، وأبدى خلال جولته الأولى التي بدأها، قبل أيام، من الرياض بلقاء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وحكومته ومسؤولين خليجيين، أفكاراً عامة تشدد على أهمية الاتفاق على تسريع وتيرة الجهود للوصول إلى حلٍ سياسي يستند إلى مرجعيات التسوية التي تتمسك بها الحكومة الشرعية، وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216. وكان الجمود قد أصاب جهود عملية السلام في اليمن العام الماضي، وتعثر عمل المبعوث الأممي السابق إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بفعل التعنت الذي أبداه الانقلابيون، وإفشالهم آخر زيارة لولد الشيخ في مايو/ أيار الماضي واتهام الحوثيين له ب«عدم الحياد»، حيث تعرض موكبه لإطلاق نار بصنعاء. وسبق لجريفيث أن زار صنعاء أكتوبر العام الماضي، حينما كان مديراً للمعهد الأوروبي للسلام، والتقى حينها بما يسمى رئيس «اللجنة الثورية العليا»، القيادي الحوثي محمد علي الحوثي، والأمين العام لحزب المؤتمر، الراحل عارف الزوكا. ورغم أولى زيارات المبعوث الأممي الجديد إلى صنعاء، التي بعثت الأمل مجدداً باستئناف المفاوضات بين فرقاء الصراع، بغية إيقاف الحرب، إلاّ أن الشكوك ما زالت تسود الأوساط السياسية والشعبية، بإمكانية أن يحقق اختراقاً حقيقياً وناجحاً في جدار الأزمة اليمنية، نتيجة الوضع المعقد في البلاد وتعدد أوجه الأزمات فيها.