«عاصفة الحزم» أوقفت الأطماع الإيرانية في المنطقة

نظّمت جمعية الصحفيين بمقرها في أبوظبي، مساء أمس الأول الأحد، جلسة حوارية بعنوان «اليمن.. ثلاثة أعوام من الحزم والأمل»، بمشاركة كل من العميد الركن متقاعد خلفان الكعبي، ومستشار شؤون المساعدات في هيئة الهلال الأحمر حميد راشد الشامسي، وأدارها محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في أبوظبي للإعلام، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد وحضرها حشد من الصحفيين وأعضاء مجلس الجمعية.وقال العميد الركن متقاعد خلفان الكعبي خلال الجلسة، إنه في السابق كانت الدول العربية تكتفي بالإدانة دون الخوض في أعمال ميدانية عسكرية، ولكن الوضع اختلف بتشكل التحالف العربي، والذي أثبت ما تتمتع به الدول العربية من تسليح نوعي، وكفاءات قتالية، وعقيدة ثابتة في دعم الحق، وقدرة على التعامل مع مختلف الظروف، وهو ما نتج عنه عمليات ناجحة في أرض الميدان.وأشار الكعبي إلى أن الأحداث التي شهدتها اليمن في عام 2011، من تنامٍ للتظاهرات، وأحداث مؤسفة نجمت عن الاقتتال بين مختلف مكونات الشعب اليمني، دفع دول الخليج إلى تقديم المبادرة الخليجية، رأباً للصدع، وانطلاقاً من دورها في دعمها المتواصل لليمن، وحفظ استقراره. وأشار الكعبي إلى أن إيران كثفت من دورها في تعزيز القوة العسكرية للحوثيين، من خلال زيادة عدد الرحلات بين طهران وصنعاء، والتي وصلت إلى 17 رحلة في شهر فبراير، تحديداً قبل شهر من انطلاقة عاصفة الحزم، وهذه الرحلات لعبت دوراً رئيسياً في نقل الذخيرة، والأسلحة بمختلف أنواعها، والصواريخ الباليستية التي تم حشدها بجوار الحد الجنوبي للمملكة العربية السعودية بهدف زعزعة أمن، واستقرار المملكة.وحول بداية عاصفة الحزم، أكد الكعبي أن عاصفة الحزم استطاعت، ومن خلال الساعات الأولى لانطلاقها في تدمير الدفاعات الجوية للميليشيات الانقلابية، وتدمير الطائرات التي تم الاستيلاء عليها، وعدد كبير من مستودعات الذخيرة، إضافة إلى تدمير الصواريخ الباليستية، عبر ضربات محددة، وموجهة، كانت انعكاساً للاجتماع التشاوري في الرياض بين قادة دول التحالف حول الوضع اليمني. وأوضح الكعبي أن التحالف العربي ساهم في القضاء على التنظيمات الإرهابية التي كانت تسعى لتشكيل خلايا نائمة في المنطقة، كما ساهم في التأكيد على القدرات القتالية لدول التحالف، ووجود القوة الصلبة العسكرية، بجوار القوة الناعمة الاقتصادية، وهو ما يحقق معادلة، وتوازناً في ميزان القوى، ومكانة الدول.من جهته، تحدث حميد راشد الشامسي عن آخر 20 عاماً لعمل هيئة الهلال الأحمر في اليمن، قائلاً: كان هناك مكتب للهيئة في العاصمة صنعاء، وفي الأيام المقبلة سيتم الإعلان عن افتتاح المكتب بعد نقله إلى عدن، بهدف استمرارية الجهود الإغاثية، ومتابعة المشاريع، وسير تطورها في مختلف المحافظات اليمنية. وأوضح الشامسي أن رؤية العمل الإنساني في الإمارات تستند إلى المبادئ الإنسانية، والقيم النبيلة في دعم المحتاج أياً كانت منطقته، وعرقه، وديانته، فدولة الإمارات تمنح الخير للجميع، ولكافة العائلات، وتسارع في دعم المستضعف، والمحتاج، وهو ما انعكس في أعمال هيئة الهلال الأحمر، والتي تشمل حاليا 10 محافظات محررة. وأكد محمد الحمادي رئيس جمعية الصحفيين، المدير التنفيذي للتحرير والنشر في أبوظبي للإعلام، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد خلال كلمته بالجلسة، أن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومن خلال إطلاقه لعاصفة الحزم نجح في أن يغير موازين القوى في المنطقة، معتبراً أن إطلاق عاصفة الحزم شكل نقطة غيّرت من مجرى التاريخ المعاصر، مضيفًا أنه منذ 3 أعوام تم الإعلان التاريخي بانطلاق عاصفة الحزم لمواجهة الميليشيات الانقلابية الحوثية، وبهدف التصدي للتدخلات الإيرانية الطامعة في ثروات المنطقة، والتي انتشرت، وتزايدت خلال الأعوام الماضية، مما شكل خطراً على الأمن القومي لدول المنطقة جميعها.وأشار الحمادي إلى أن النصر قادم لشعب اليمن الشقيق، فالتحالف العربي جاء بهدف أن يعيد الأمن، والاستقرار إلى اليمن، ويدحر الميليشيات الانقلابية التي روّعت الآمنين، ونهبت الثروات، واعتدت على الجوار، وبالتالي يعمل التحالف على إعادة اليمن لحضنه الطبيعي، والجغرافي، وهو ما ترجم عبر تحرير العديد من المحافظات، والأراضي اليمنية.