- الصفحات
- مركز الرفع
شاعر يكتب في شاعر، وقائد يؤرخ لسيرة قائد. لاعتبارات كثيرة، يتصدر خبر إصدار ديوان «زايد» لمحمد بن راشد واجهة الاهتمام الثقافي والإعلامي، فهذه الخطوة الجميلة بما لا يقاس لا تتكرر. مجموعة شعرية واحدة لشاعر واحد في ممدوح واحد. الشاعر، تجمعه بالممدوح رفقة العمر، وعلاقة التلميذ بالمعلم، والابن النجيب بالوالد الفاضل الكريم، كما تجمعه به عناصر الشخصية الوطنية المتفردة المبنية على فكرتي الريادة والمبادرة، وكذلك سمات الفروسية وهي سمة جامعة لمنظومة من الأخلاق تمتد من المروءة إلى الشهامة، وحتى لا نذهب إلى مزيد شرح، يستحسن طرح هذا السؤال: من يكتب عن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إن لم يكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله؟ من يكتب في حياة ومنجز وأهمية وضرورة الشيخ زايد مثل محمد بن راشد؟لا أحد، فالمعرفة هنا شرط، وهي معرفة أولية تؤدي إلى المعرفة الأعمق، ما يحول ديوان محمد بن راشد الموسوم باسم أغلى وأعز الناس، زايد الخير، طيب الله ثراه، إلى وثيقة حية خالدة، وثيقة جديرة بأن تقتنى في المكتبات العامة والخاصة، وبأن تدخل منتخباتها في المناهج الدراسية، تنويراً لأجيال الإمارات الطالعة، ولكي تمنحهم المزيد من التوعية بسيرة ومسيرة الرجل الذي، ببساطة شديدة، صنع الفرق في دولة الإمارات، وفي الإقليم إجمالاً، وكان، بما طوَّق أو وهب، محل اتفاق واعتداد في الوطن العربي كما في العالم.الفضيلة النادرة للعمل الإبداعي الجديد لمحمد بن راشد أنه، على صعيد المحتوى والمضمون، يعكس مستوى العلاقة بين أركان القيادة في دولة الإمارات، كما يؤكد أن القيادة الحالية امتداد، بكل المعاني، لقيادة خالد الذكر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمعنى أن وعي النهضة والتقدم، كما أراد الشيخ زايد والآباء المؤسسون، رحمهم الله تعالى، متجذر في طين هذه الأرض الغالية، وفي نسيج بيتها «المتوحد»، كما عبر، غير مرة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.الامتداد اللافت في التوجه، وفي الإصرار على تحقيق حلم زايد الخير كاملاً، يتجلى، أيضاً، في إهداء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ديوانه الجديد إلى نجله سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وكأنه يقول له: إنها رسالتي لك يا حمدان، ولأبناء جيلك. هذه سيرة وأخلاق ومبادئ الشيخ زايد، وهذه هي حروف أبجدية النجاح والتفوق كما كتب ورسم الشيخ زايد، فتمسكوا بها.في ديوان «زايد» 87 قصيدة بعدد عمر الشيخ زايد البهي، فمحمد بن راشد يهدي أباه وقائده ومعلمه الشيخ زايد قصيدة أو شمعة من الكلام الأنيق الدال لكل سنة من عمر الغائب الحاضر الكبير. 87 قصيدة في 296 صفحة، عمر نابض بالمعنى والحيوية والأمل، وعمر يختصر عمر دولة هي اليوم في طليعة الدول، وفي مطلع مستقبل الأوطان والشعوب، أما اللافت، وهو بعض عبقرية الديوان، فالتنوع بالرغم من أن الممدوح واحد، في لغة رشيقة من السهل الممتنع.الشاهد أنك لو «فتشت» في دواوين كبار الشعراء العرب، عبر القرون، من المتنبي وأبي تمام، وصولا إلى عماليق القرن الأخير كشوقي والجواهري، فلن تجد إلا قصائد يتيمة أو متفرقة في الشخص الواحد، بل لن تجد إلا أبياتاً متفرقة في قصيدة واحدة أو قصيدة منتقاة.حب الشيخ زايد هو مداد قلم محمد بن راشد، وكأنه يغمس قلمه في حبر قلبه. هذا هو، باختصار، سر تألق محمد بن راشد في ديوانه الجديد.
