تمكنت
الخمسينية المصرية الملقبة بـ"أمّ الأقزام" حنان فؤاد، من تكسير
نظرة المجتمع لقصار القامة، واستطاعت أن تمضي بثبات في طريق النجاح في مسيرتها الرياضية وحصدت الكثير من الميداليات في عدد من البطولات الدولية.
بدأت قصة حنان فؤاد، عندما شجعتها إحدى السيدات التي تعمل في وزارة الشباب والرياضة على ممارسة لعبة أو نشاط رياضي في أحد مراكز محافظة القاهرة، وبعد لقائها بالكابتن الراحل صلاح الضو، وجّهها إلى ممارسة ألعاب القوى، فبدأت مسافة الألف ميل بخطوة في رفع الأثقال.
عزيمتها القوية كانت محركها الأساسي نحو التأهيل، فبدأت حصص التدريب والتقوية حتى استطاعت أن تحمل 50 كيلوغراما، واستمرت في اللعب أكثر من عام حتى سنحت الفرصة للمشاركة في أول بطولة عام 1991، وأعقبها في العام التالي بطولة العالم العربي في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء وهناك حصدت المركز الأول، وبعد ذلك توالت البطولات المختلفة في رفع الأثقال وحصلت على 3 ميداليات ذهبية فأطلق عليها الأصدقاء تشجيعا ودعما لها "لقب الفتاة الذهبية".
ولم يقتصر حماس حنان على رفع الأثقال فقط، بل اتجهت إلى التدرب لمدة عام على كرة الريشة وبعدها استطاعت أن تلعب باسم مصر في أكبر بطولتين في مايو/أيار الماضي، وهما البطولة الدولية، وبطولة أفريقيا في أوغندا، وحصلت على 3 ميداليات.
وتتمنى أمّ الأقزام من الدولة أن تولي العناية والاهتمام الكافيين بقصار القامة وغيرهم من أصحاب الاحتياجات الخاصة، بتسجيل فريق "نجوم الخير" الذي تم تشكيله مؤخرا من قصار القامة، إلى جانب توفير الإمكانيات الكافية له، ولاسيما أن الفريق سيشارك في مباراة ودية في المغرب، كما تأمل في المشاركة لبطولة قصار القامة بأميركا للعام 2020.ويواجه قصار القامة، صعوبات عدة داخل المجتمع، لإثبات وجودهم وتحقيق نجاحات على المستوى الشخصي والمهني، وقد يواجهون الإقصاء والتمييز العنصري. وقصر القامة أو التقزم، حالة طبية ناجمة عن النمو البطيء. ويتم تعريفه في بعض الأحيان باعتبار طول قامة البالغين الأقل من (135 سم).