بين ثقافة البوب والنظرية النسوية منطقة تشتغل فيها فنانة الرقص المعاصر البريطانية جميلة جونسون سمول، حيث يحمل عملها انتقادات ضمنية لكيفية مشاهدة أجساد النساء وحكمها وتصنيفها، لا سيما النساء ذوات البشرة الملوّنة.
الفنانة التي لطالما وصفت نفسها بأنها عنكبوت ضخم، قدمت العام الماضي عرضاً أدائياً استغرق العمل عليه خمسة أعوام وكان بعنوان Last Yearz Interesting Negro، وأحدث وقتها ضجة في الأوساط الثقافية والصحافية، بوصفه عملاً يخوض في مواضيع شديدة التعقيد والحساسية تتعلق بالعرق والجندر والحميمية والخوف وتعقيدات كل ذلك معاً.
ما زال هذا العمل حاضراً ويتطور، وسوف تقدم الفنانة منه ثلاثة عروض جديدة ومتتالية في "مركز باربيكان" في لندن عند العاشرة من مساء اليوم وحتى الأول من الشهر المقبل، ورغم أنها عروض تحمل الاسم نفسه، لكنها ليست نفسها كل ليلة.
يتغير أحد المؤدين كل ليلة، ويحل فنان راقص ضيفاً جديداً على العرض، وتتغير الكوريوغرافيا والصوت والضوء وتفاصيل في السينوغرافيا، كما لو أنها حالة ابتكار يومية تتحدى بها الفنانة نفسها وفكرة عروض الفن الأدائي القائمة أساساً على التكرار.
تعتقد الفنانة أن الرقص ونشاطاتها الثقافية الأخرى هي شكل من أشكال مقاومة العصر، وأنه من خلال الفن يمكن كسر الثنائيات الضيقة، وأن ننظر بشكل مختلف وجديد، ونقدم تصورات مختلفة عن الواقع من حولنا اليوم.
في عرضها الليلة دعوة إلى التفكير في الحدود بين البشر مقابل الحميمية والنظرة إلى الآخر وحتمية الحركة نحوه لإزالة الالتباس، كل ذلك في جو مشحون من الصوت والضوء والإعداد والأداء الحي، حيث تصف الفنانة الرقص بأنه ممارسة اجتماعية راديكالية.