بعد الجدل الذي أثاره عرض مسلسل "
قلب الذيب" على القناة الأولى للتلفزيون التونسي، وجهت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (
الهايكا) مساء أمس الثلاثاء لفت نظر إلى إدارة التلفزيون التونسي، معتبرة أن المسلسل تضمن لقطات مسيئة إلى الحركة الوطنية والمقاومة المسلحة ضد المستعمر الفرنسي.
وتعرض كاتب المسلسل ومخرجه، بسام الحمراوي لاتهامات بالإساءة إلى تاريخ تونس، وإلى نضالات الشعب التونسي من أجل دحر الاستعمار.
وقد تصاعدت موجة الانتقادات، خاصة عقب بث الحلقة العاشرة، إذ عُرضَت عملية تعذيب لمستوطن فرنسي بينما كانت والدته محتجزة في غرفة مجاورة تستمع إلى صراخ ابنها، ثم تصاعدت عملية التعذيب إلى حد استئصال عضوه التناسلي، وكان ذلك في إطار عملية انتقام لفتاة تونسية، كان قد اغتصبها سابقاً.
الهايكا اعتبرت أن هذه الصورة المستهجنة يمكن أن تحوّل الجلاد إلى ضحية، والعكس صحيح، كذلك فإنها تسيء إلى صورة المقاومين، إذ اجتُثَّت من إطارها الإنساني لتحلّ محلها نزعات التشفي والاستهتار بتعذيب الآخرين، وهو ما حوّلهم من سياق نبل مقاومة المحتل، إلى ما يشبه سلوك العصابات أو قطاع الطرق.
الهايكا دعت إدارة التلفزيون التونسي إلى إعادة قراءة كل المشاهد التي من شأنها تشويه صورة الحركة الوطنية التونسية، وطلبت منها سحب المشاهد التي تتضمن عنفاً شديداً من حلقات المسلسل التي نُشرَت على الموقع الإلكتروني الرسمي للقناة وكل صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لها.
يذكر أن العديد من التونسيين سبق أن طالبوا التلفزيون التونسي بإيقاف بث "قلب الذيب"، لما احتواه من مشاهد وأحداث لا علاقة لها بالتاريخ الحقيقي للمقاومة المسلحة التونسية للمستعمر الفرنسي. لكن ادارة التلفزيون واصلت بثه، خاصة أنه يحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، ويمكّن إدارة التلفزيون من موارد مهمة من الإعلانات التجارية، مؤكدة أن العمل ليس تاريخياً، بل هو من وحي خيال كاتبه.