10 – يا ساري البرق يرمي عن جوانحن بعد الهدوء ،ويهمي عن مآقينا
المعاني :
ساري : سري : والسارية هي السحابة التي تأتيليلا ً وسرى يسرى بالكسر سار ليلا ً .
الجوانح : الجوانب : يعنى عما تكنه صدورنا
يهمي : هـ . م . ي : همي الماء : سال لايثنية شيء
المآقي : العيون وهو مجرى العين : جمع مفردة مؤق ومأق : مايلي الأفق أو مقدم العين
المستوى الدلالي :
يدعو البرق وينادية لمشاركتة الأحزان ويخفق البرق مثلما يخفق قلب الشاعر ويطلب منة ان ينوبه في البكاء .. ويريد منه أن يصبح مشاركا ً في الاحزان . ويريد ايضا ً أن ينوبة في الانين . لأن حرف الجر ” عن ” يفيد الا نابه . لكان الشاعر يريد أن يخلق نوعا ً من المشاركة بين الانسان والطبيعة .
المستوى الايقاعي :
يكثر الشاعر من استخدام حرف النون ( جوانح – عن – مآقينا ) وهو حرف يعكس الأنين والحزن .
المستوى البلاغي :
يا ساري البرق : استعارة مكنية شبة ساري البرق بأنسان ينادي
استخدام الأفعال :
(يهمي – ويرمي)ويسندها للبرق استعارة مكنية إذ يشبة دموعة المنسكبة بالامطار تتبع البرق
(يرمي – يهمي ) جناس
_ لما تـرققَ في دمع السماء دما هاج الُبكا , فخضبنا الأرض َ با كـــينا
المستوى البلاغي :
دمع السماء : استعاره المشبة المطر والمشبة بة الدموع فهو يوظف الاستعارة التصريحية = هاج البكاء : استعارة مكنية شبة البكاء بالعاقل الذي يهيج وينفعل = خضبنا الأرض : استعارة مكنية شبة الدموع بلون الخضاب الأحمر دلاله على انة يبكي دما ً
– المعجم :
ترقرق : تحرك واضطرب = دمع السماء : المطر = خضبنا : صبغنا
الحقل الدلالي في البيت .
أ – الجمع المجازيبين حقلين دلاليين حيث جمع بين صورة الإنسان الباكي والسماء الباكية .
ب – استخدم الفعلين : ترقق = تحرك واضطرب . ليعكس حالة الشاعر فهو يرى نفسة في هذا البرق المتحرك المضطرب
جـ – استخدام خضبنا : ليوحى أن البكاء كالدم
المستوى التركيبي :
العلاقة بين الصدر والعجز علاقة نتيجة وبيان وتعليل فالترابط بين الصدر والعجز , فالطبيعة الهائجة والباكية تثير حزن الشاعر وتهيج بكاءه .. ونلاحظ ان البكاء أخذ شكلا ً جماعيا ً لتشترك فية الطبيعة مع الانسان
المعنى الدلالي :
( شرح البيت ) يشخص شوقي الطبيعة حينما يجعل عناصرها تبكي ما حل به فحينما بكت السماء بكى الشاعر محاكيا ً له , فالسماء تبكي وهو يبكي حتى صبغ الارض بدموعه التي كأنها كلون الدم ( الخضاب)
12 _ الليل يشهدُ لم نهتك دياجيـــــــه على نيام , ولم نهتف بسالينــــا
المعجم :
لم نهتك : لم نشق ولم نُزح = الدياجى الظلمات = لم نهتف : لم نصح
السالي : من سلا عنا ونسينا
المستوى الدلالي :
تتحول الطبيعة من هذا البيت من مشاركة في البكاء إلى شاهدة على عظمة الأجداد فهم لم يستغلوا غفلة النيأم لغدرهم بل سلكوا سلوك الشجعان بالمواجهة المباشرة , كما انهم لم ينتشروا بالليل مختفين ولا يتمسكون بمن يغفل عنهم .. لأنهم يتحلون بصفات العزة والوفاء
المستوى البلاغي :
الليل يشهد : استعارة مكنية : شبة الليل بالانسان
الجناس بين نهتك // ونهتف غير تام
– المستوى التركيبي : استخدام الجملة الاسمية في التركيبين ( الليل يشهد – النجم لم يرنا)
ومن خصائص الجملة الاسمية أنها تثبت الحالة وتجعلها مستمرة ..
13 _ والنــجمُ لم يرنــا الإ على قدم قيـــام ليل الهوى ، للعهد راعينا
المعجم :
العهد راعينا : نوفي بالعهد
المعنى أوالمستوى الدلالي : يفتخر الشاعر بصيغة المحافظة على العهد والشاعر يؤكد أن الأجداد لم يعرفوا الغدر مطلقا ً و لا اخلاف الوعد ” لم يرنا الا على قدم ” كما ان النجم رفيق العشاق ويشهد على وفاء الشاعر لأحبائه .
المستوى البلاغي :
النجم لم يرنا : استعاره مكنية شبة النجم بالانسان
على قدم : كفاية عن الاستمرار في الفعل والجد في انجازه .
14 _ كزفرة في سماء الليل حائرة ٍ مما نردد فيه حين يضوينا
المعجم :
الزفرة : اخراج النـّـفس ممدودا ً = يضوينا : يهزلنا
المستوى الدلالي :
يشكو الشاعر ضيقه فالزفرة هى اخراج النّفس ممدودا ً وهو مايعبر عن رفض للواقع وإحساس بالضيق , ثم إن هذة الزفرة تتردد إلى درجة أن الشاعر وبقية الغرباء تهزل أجادهم من وطأه هذا الواقع ( يضوينا(
المستوى البلاغي :
تشبية حالة القوم وهم يقومون الليل ( قيام ليل الهوى ) بالزفرة الحائرة – زفرة حائرة : شبة الزفرة بالانسان الحائر
المستوى الدلالي :
)المعنى ) يعمق الشاعر وصف حالة القوم ( متكلما ً بضمير للجمع فهممن شدة حبهم للسهر وقيامهم لليل الهوى يجعلون الزفره تختار منهم ما يرددونه حتى يتبعهم السهر وينحلون وهو بذلك يسترجع ليل العشاق الطويل
ملاحظات حول المقطع من ( 10 – 14)
1 – يمثل هذا المقطع المكون من البيت ( 10 – 14 ) وحدة معنوية ويتوفر فيها حملة من الخصائص الأسلوبية وهي :
أ – سيطرة معجم الطبيعة ببرقها وأرضها وسمائها وليلها ونجمها
ب – كثافة الصور البلاغية خاصية الاستعارة فالشاعر يسعى الي مشاركتها لة احزانة .
جـ – حضور الجناس : ( يرمي – يهمي ) = ( تهتك = نهتف)
د – ةيظهر الرابط البنيوي : فهي تسير وفق خط تصاعدي لتصل إلى هذا المقطع الذي يمثل قمة إحساس الشاعر بالحزن والأسى.
15 _ يا مَن نَغَار ُ عليهم من ضمائرنا ومن نصــونُ هواهم في تناجينا
المعجم :
نغار : تثور نفوسنا / من ضمائرنا : من همست ضمائر باسمائهم
المصون : المحفوظ / التناجي ك الحديث سرا ً
المستوى الدلالي :
يخطاب الشاعر من يجب ويؤكد شدة حبة بالاحساس الشديد بالغيرة فهو يصون يغار منهمس ( ضمائرنا ) بأسمائهم فهو يصون حبة ويجعلة حبا ً عفيفا ً بعيدا ً عن البوح والتصريح .. وهو يصون حبة ويحفظة حتى في مناجاتة ( أي في سره)
المستوى البلاغي :
النداء : ( يا من ) ليؤكد الحب والوجد
الحقول الدلالية :
توظيف معجم الغزل ( نغار – نصون – هواهم ) وهو يسترجع نموذجا ً معينا ً منالغزل العفيف يتلخص في حرصة على المناجاة لنفسة لصون محبوبة
16 _ ناب الحنين ُ اليكم في خواطرنا عن الدلال عليـكـم فيأمانينـــا
المعجم :
الخواطر : التقوس والقلوب مفردها خاطر / الدلال : التيه والتمتع
دلت المرأه : أي أظهرت جرأة علية في التلطف ودللت على الشيء : عرفتة
المستوى المعجمي :
تكتشف معجم الحب والشوق فالشاعر يشكو الفراق ويبدو كئيبا ً يائسا ً وكأن التواصل مع المحب أصبح قربا ً من المستحيل فأصبح الحنين عالمه الذي من خلاله يتواصل مع معشوقته .
ناب الحنين : دلالة على تحول العلاقةبين الشاعر ومن يحب .
المستوى الدلالي :
أيها الاحبة لقد حَّل الحنين اليكم في خواطرنا مكان الدلال في امانينا .. فهو يعلم بأسة من لقاء المحبوبة ويكتفي بما له من حنين فقط ويشعر باليأس من اللقاء بها مرة آخرى .. فبعد ان كنا نتدَّلل عليكم اصبحنا لانحمل من ذكراكم سوى الحنين فقط .
– المستوى البلاغي :
توظيف الاسلوب الخيري فهو يحول القصيدة الى قصة تروى فيها حبه المحروم .
17 _جئنا إلى الصبر ندعوه كعادتنا فيالنائبات ، فلم يأخذ بأيدينا
المعجم :
النائبات : نائبة وهي المصائب .
المستوى البلاغي :
جئنا الى الصبر : شبة الصبر بالانسان الذي يُطلبعونة ونجدته فهي استعاره مكنية فلم يأخذ بأيدينا : س مكنية
المستوى الدلالي :
ما زال الشاعر متحسرا ً فلا يجد الا الصبر ليلجأ إلية وينتمي به كعادتة في المصائب لكن الصبر يفاجأه هذه المرة ولا يسعفه ولا يساعده .
18 _ وما ُغلبنا على دمع على دمع ولا جلد حتى أتتنا نواكم في صــياصــين
المعجم :
الجلد : الصبر / النوى : الفراق / الصياصي : الحصون مفردها صيصة
المستوى الدلالي :
يعبر الشاعر عن تجربتة في الماضي فهو لم يبكي من قبل ولم يُغلب عن البكاء ، ولكنها تنهمر الان غزيرة عندما جاء فراقكم عات ٍ
وجاء من حيث تأمن ، فإحساسه بالبعد عن احبته جعله يضعف حتى وهو في حصون شديدة ثم ان حنينة الى وطنة دفعه للضعف والبكاء .
المستوى التركيبي :
الربط بين صدر البيت وعجزه وعجز البيت يمثل انتهاء الغاية وبلوغ الحالة حدا ً لا يستطيع معها الشاعر تحملة .. لقد تحمل الغربة والفراق لكنة لم يتحمل البعد عمن يحب .
“يا نائح الطلح”
لأمير الشعراء أحمد شوقي، معارضا نونية إبن زيدون
.
يا نائـح الطلحِ أشباهٌ عواديـنا … نشْجى لواديـك أم نأسى لواديـنا
ماذا تـقصُّ عليـنا غيرَ أنّ يـداً … قصـَّـتَ جـناحك جالت في حواشينا
رمى بـنـا البـيـن أيـكاً غير سامِرنا … أخا الغـريـب وظلاًّ غيرَ نادينا
كلٌّ رمـتـهُ النَّوى ريشَ الفِراقُ لنا … سهماً وسلّ عليك البـيـنُ سكينا
إذا دعا الشوق لم نبرح بمنصدع … من الجنـاحيـن عـيٍّ لا يُـلبـّـيـنا
فإنَ يَكُ الجنسُ يا ابن الطَّلْحِ فـرّفنا … إن المصائب يـجـمعـنَ المُصابيـنا
لم تــألُ مـاءك تـحناناً ولا ظمأً … ولا ادِّكاراً ولا شـجـواً أفـانـيـنا
تـجـُـرُّ مـن فـنن ساقاً إلى فَنَنٍ … وتسحبُ الذيلَ ترتادُ المـؤاسيـنا
أساةُ جسمِكَ شتَّى حين تطلبهم … فمَنْ لروحك بالنّـُطْس المُداوينا
آهاً لنا نـازحيْ أيـــكٍ بـأنـدلسٍ … وإن حَلَلْنَا رفيـقاً من رَوابـيـنـا
رسمٌ وقـفنا على رسمِ الوفاء له … نَجيـش بالدَّمع والإجلال يثنينا
لفتيـَـةٍ لا تنال الأرضُ أدمُعـَهم … ولا مَـفارقهـم إلاَّ مُصـَلـّـيـِنا
لو لم يسودوا بدين فيه منبهةٌ … للناس كانت لهم أخلاقُـهم ديـنا
لم نَسْرِ من حرمٍ إلاّ إلى حـَرَم … كالخمـر من بابلٍ سارت لدارينا
لمّا نبا الخلدُ نـابت عنه نُسْختُه … تماثلَ الورْدِ خـيـريّـاً ونسريـنا
نـسْقـي ثـراهـمْ ثـناءً كلَّما نثرتْ … دُموعُـنا نُـظِمتْ منها مراثيـنا
كادت عيون قوافينا تحرّكـهُ … وكِدْنَ يوقظنَ في التُّـربِ السلاطينا
لكنَّ مصرَ وإن أغضتْ على مقةٍ … عينٌ مـن الخلدِ بالكافور تسقينا
على جوانبها رَفَّتْ تمائمنا … وحولَ حافاتها قامتْ رواقينا
ملاعبٌ مَـرحَتْ فيها مآربُـنا … وأربـع أَنِسَتْ فيـها أمانينا
ومطلعٌ لسعودٍ من أواخِرنا … ومغـربٌ لجُدُودٍ من أوالينا
بنَّا فلم نَخلُ من روح يراوحنا … من بَرّ مصرَ وريـحانٍ يُغاديـنا
كأمِّ موسى على اسمِ الله تكْفُلُنا … وباسمهِ ذهبتْ في اليَمِّ تُلقِينا
ومصرُ كالكرمِ ذي الإحسان فاكهةٌ … لحاضِرينَ وأكوابٌ لبـَادينا
يا ساري البرقِ يرمي عن جوانحنا … بعدَ الهدوءِ ويهمي عن مآقينا
لمّا ترقرق في دمع السماءِ دماً… هاج البكا فخضبْناَ الأرضَ باكينا
الليلُ يشهد لم نهتـِك دياجِيـَهُ … على نيامٍ ولم نهـتـف بساليـنا
والنَّجمُ لم يـرَنا إلاّ على قدمٍ … قيامَ ليل الهوى للعهد راعينا
كزفـرةٍ في سماءِ الليل حائرةٍ … ممَّا نُرَدِّدُ فيه حيـن يُـضوينا
بالله إن جبت ظلماءَ العـبابِ على … نجائب النُّور مَحدوّاً بـجرينا
تردُّ عنك يـداه كلَّ عاديةِ … إنساً يعثنَ فساداً أو شياطينا
حتى حَوتكَ سماءُ النيلِ عالية … على الغيوث وإن كانت ميامينا
وأحرزتكَ شُفوفُ اللازوَرْدِ على … وشيِ الزَّبرْجَدِ من أَفوافِ وادينا
وحازكَ الريفُ أرجاءً مؤرَّجَةً … رَبَتْ خمائِلَ واهتزَّت بـساتينا
فقِف إلى النيل واهتـف في خمائله … وانزل كما نزل الطلُّ الرَّياحينا
وآسِ ما بَاتَ يـذوِي من منازلنا … بالحادثات ويضوي من مغانينا
ويا معطِّرةَ الوادي سرَتْ سَحَراً … فطابَ كلُّ طروحٍ من مرامينا
ذكيَّة اللَّيل لو خِلنا غلالتها … قميصَ يوسفَ لم نحسبْ مُغالينا
جشمتِ شوْكَ السُّرى حتى أتيتِ لنا … بالورد كتباً وبالرَيَّا عناوينا
فلو جزيناك بالأرواح غاليةٌ … عن طيب مسراك لم تنهض جوازينا
هل من ذيـولكِ مسْكِيٌّ نحَمِّلُه … غرائب الشوق وَشياً من أمالينا
إلى الذين وجدنا وُدَّ غيـرهمُ … دُنيا وودّهم الصافي هو الدينا
يا من نغارُ عليهم من ضمـائرنا … ومن مَصون هـواهـم في تناجينا
خاب الحنينُ إليكم في خواطرِنا … عن الدّلال عليـكم فـي أمانينا
جئنا إلى الصبر ندعوه كعادتنا … في النائبات فلم يـأخذ بـأيدينا
وما غلبنا على دمع ولا جلدٍ … حتى أتتنا نواكم من صيـاصينا
ونابغيّ كأن الحشر آخره … تُميـتنا فيه ذكراكم وتُحيينا
نَطوي دجاه بجرحٍ من فراقكم … يكاد في غلَس الأسحـار يـطويـنا
إذا رَسا النجمُ لم تـرقأ مَـحاجِـرنا … حتى يـزول ولم تـهدأْ تراقينا
يبدو النهارُ فيخفيه تـجلـُّـدُنا … للشامـتين ويأْسُوه تأيِّينا
سقياً لعهدٍ كأكناف الرُّبى رفةً … أَنَّى ذهبنا وأعطاف الصَّبا لينا
إذِ الزمـانُ بنا غيناءُ زاهيـةٌ … ترفُّ أوقاتُنا فيـها رَيَاحيـنا
الوصلُ صافيـةٌ والعـيشُ ناغيةٌ … والسعدُ حاشيةٌ والدهرُ ماشينا
والشمس تختال في العقيان تحسبها .. بلقيس ترفُلُ في وشيِ اليـمَانينا
والنيلُ يٌقـبِـل كالدنـيا إذا احتـفلت … لو كان فيها وفاءٌ للمُصافيـنا
والسعد لوْ دام والنعمَى لو اطَّـردتْ … والسيل لَو عَـفَّ والمقدار لو دينا
ألقى على الأرض حتى رَدَّها ذهبا … ماءً لمسنا به الإكسير أو طينا
أعداه من يُمنِه التابوتُ وارتسَمَتْ … على جوانبه الأنوارُ من سينا
له مبالغُ ما في الخُلْقِ من كرَمٍ … عهدُ الكرامِ وميثاقُ الوفيِّينا
لم يجرِ للدهرِ إعذارٌ ولا عُرُسٌ … إلاَّ بأيامـنا أو في ليالينا
ولا حوى السعـدُ أطغى في أعنَّته … كنَّا جياداً ولا أرحى ميادينا
نحن اليواقيتُ خاض النارَ جَوهَرُنا … ولم يهُنْ بيدِ التشتـيـتِ غالينا
ولا يحول لنا صـــبغٍ ولا خُلُقٌ … إذا تلّون كالحرباء شانينا
لم تنزل الشمسُ ميزاناً ولا صعدَتْ … في مُلكها الضخمِ عرشاَ مثلَ وادينا
ألم تُـؤلَّه على حافاتـه ورأتْ … عليه أبناءها الغـرَّ المـيـاميـنا
إن غازلت شاطئيه في الضحى لبسا .. خمائل السُّندُس الموشيَّةِ الغينا
وبات كلُّ مجاج الوادِ من شجرٍ … لوافظِ القزِّ بالخيـطان ترمينا
وهذه الأرضُ من سهلٍ ومن جبلِ … قبل القياصر دِنَّاها فراعيـنا
ولم يضع حجراً بانٍ على حجرٍ … في الأرض إلاَّ على آثار بانينا
كأنّ أهرام مصرِ حائطٌ نهضت … به يدُ الدهرِ لا بـنيانُ فانيـنا
إيوانُه الفخمُ من عُليا مقاصره … يُفني الملوك ولا يُـبقي الأواوينا
كأنها ورمالا حولها التطمتْ … سفيـنةٌ غـرقتْ إلاَّ أساطينا
كأنها تـحت لألاء الضُّحى ذهباً … كنوزُ فِـرعون غطَّين الموازينا
أرضُ الأبـوةِ والمـيـلاد طيَّبها … مـــرُّ الصِّبا في ذيـول من تصابينا
كانت مُـحـجـَّلةً فـيـها مـواقِفُنا … غُـرَّاً مُسلْسَلَةَ المجرى قوافينا
فآب مِنْ كُرةِ الأيامِ لاعِبنا … وثاب مِنْ سِنةِ الأحلامِ لاهينا
ولم ندع لليالي صافياً فدعتْ … (بأن نغصَّ فقال الدهرُ آمينا)
لو استطعنا لخُضْنَا الجوّ صاعقةً … والبرَّ نارَ وَغىً والبحرَ غسلينا
سعياً إلى مصرَ نقضي حقَّ ذاكرنا … فيها إذا نَسيَ الوافي وباكينا
كنزٌ بحُلوان عندَ اللهِ نطلُبُه … خيـرَ الودائع من خير المؤدِّينا
لو غاب كلُّ عزيز عنه غَيبتَنَا … لم يأتِه الشوقُ إلاَّ من نواحينا
إذا حمَلْنا لمصـر أو لـهُ شَجَناً … لم ندرِ أيُّ هوى الأمين شاجينا